تعدّ الصناعة التقليدية في تيميمون مرآة عاكسة لحياة أهل القصور، اذ تستمد مادتها الأولى من البيئة المحليّة لتتحوّل الى تحف فنيّة فائقة الجمال، تعبّر عن ذوق وعبقرية حرفيين ورثو مهاراتهم أبا عن جدّ. تتنوع هذه الصناعات في أشكالها ورموزها وألوانها، وتشكل ركيزة أساسية في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة. ومن أبرزها:
النسيج: تشتهر تيميمون بصناعة الزرابي وأشهرها زربية فاتيس بمنطقة تنركوك ، التي تكتسي سمعة وطنية وعالمية بفضل زخارفها ذات الأشكال الهندسية المتناسقة وألوانها الزاهية التي يغلب عليها الأحمر الممزوج بالأبيض، الأسود والبرتقالي. كما تنسج أقمشة تقليدية أخرى مثل الحايك والبرنوس، وتعكس هذه الحرفة روح الحرفي وذوقه الفني الرفيع.
السلال : تعدّ من أقدم الحرف في المنطقة، ويستعمل فيها الحرفيون مواد طبيعية مثل سعف النخيل، الحلفاء ،الدوم والألياف النباتية. وباستخدام أدوات بسيطة كالمخرز والمقص والابرة الكبيرة، وباتباع تقنيات متنوّعة (المفتولة، الحلزونية، المظفورة، المعقودة) تصنع منتجات جميلة ومتعدّدة الاستعمالات مثل القبعات، المراوح، السلال، القفف، الحصير، الأطباق التقليدية المعروفة ب”التدارة” لحفظ مسحوق التمر وغيرها. تزيّن هذه المنتوجات بألوان زاهية تضفي عليها لمسة فنيّة ساحرة.
الحليّ: تتميّز الحليّ التقليدية في تيميمون بتنوّع رموزها وأشكالها، حيث تُصنع أساساً من الفضة والنحاس، ويُضاف إليها العقيق والمرجان الأحمر لتزيينها. من أبرز قطعها: الخواتم، الأساور، الخلاخل، الأقراط، القلائد، والعقود، وكلّها تعبّر عن ذوق فني رفيع ورمزية ثقافية عميقة لدى نساء المنطقة.
الفخار: تحظى صناعة الفخار بمكانة خاصة في منطقة قورارة، اذ يحوّل الحرفيّون الطين الى أوان وتحف فنيّة ذات استعمالات مختلفة سواء من الفخار الأحمر أو الأسود يتّم تزيينها بأشكال هندسية دقيقة تعبّر عن جمالية البساطة والابداع اليدوي المتوارث.
صناعة الجلود: تمارس دباغة الجلود بطرق تقليدية حيث يحوّل الحرفيون الجلود الى منتجات متعددة الاستعمال مثل النعال، حافظات النقود الحقائب ولوازم الخيام. تتميّز هذه المنتوجات بجودتها العالية ولمساتها الجميلة الأصيلة.
تبقى الصناعة التقليدية في تيميمون شاهدا حيّا على عبقرية الإنسان القوراري، وعلى استمرارية تراث فنيّ متنوّع يعكس التوازن بين الجمال، الأصالة، والوظيفة.