قصور عتيقة وتحف معمارية

القصور العتيقة بالواحة الحمراء

شواهد خالدة على عبقرية وأصالة أهالي تيميمون

تُعدّ قصور تيميمون من أروع التحف الأثرية والمعالم السياحية ذات طابع معماري فريد من نوعه. فهي تشكّل جزءًا أصيلا من الذاكرة التراثية لمنطقة قورارة، ووجهة سياحية تستقطب الزوار من مختلف أنحاء الوطن والعالم.

ورغم أن بعضها اندثر بمرور الزمن، فإن العديد منها لا يزال صامدًا، شاهدًا على إبداع الإنسان الذي أبدع في تجسيده. فن معماري يجمع بين بساطة التصميم ودقة التنفيذ، يعكس عبقريته في توظيف المواد المحلية كالحجارة والطين الأحمر في البناء.

تتخذ هذه القصور شكل قلاع وتحصينات تُشيَّد عادة على مرتفعات صخرية، وتتنوع في أشكالها بين المربعة والمستطيلة والدائرية. ومن أبرز هذه القصور:

  • قصر أغام: وهو الاسم المحلي للقصر، ويضم مجموعة من المعالم والمباني القديمة ذات الطابع الأصيل.
  • القصر المنجور: يتميّز بمعماره التقليدي الأصيل، ويحتضن معالم بارزة مثل المسجد العتيق، وسوق سيدي موسى، وساحتي المشوى وأخبو نتغوني.
  • قصر الذراع: يقع في قلب الصحراء محاطًا بالكثبان الرملية، مشيّد بالحجارة على مرتفع صحراوي. كان بمثابة قلعة عسكرية ودفاعية بفضل موقعه الاستراتيجي على مفترق طرق تجارة القوافل، المعروف قديمًا بـ “طريق الملح”.
  • قصر تيميمون: تحفة معمارية تتميز بمساجده التاريخية، وأزقته الضيقة. ومن أبرز معالمه أغام سيدي إبراهيم، مسجد سيدي عثمان، وأضرحة الأولياء الصالحين.
  • قصور تينركوك:  بطابعها المعماري البسيط المتناغم مع البيئة،  ومن أشهرها قصور بن عيسي، فاتيسو، وتيمزلان.
  • قصور أولاد سعيد: تشتهر المنطقة بكثرة قصورها التقليدية، ومن أبرزها قصر إغزر، قصر الشيخ، قصر سموطة، قصر كالي، وقصر أغلاد الواقع شمال تيميمون بنحو 30 كلم. وقد خضع هذا الأخير لعمليات ترميم جعـلته وجهة سياحية مميزة لقربه من سبخة أولاد سعيد.

تظلّ القصور العتيقة بالواحة الحمراء أكثر من مجرد مبانٍ من الطين؛ إنها روح قورارة وذاكرتها المتجذّرة في الرمال، تحكي بفخر قصة إبداع الإنسان القوراري الذي حوّل  منطقة صحراوية إلى موطنٍ للفنّ والجمال، وجعل من الطين الأحمر رمزًا للأصالة والخلود.